اربيل13تشرين الثاني/نوفمبر(آكانيوز)- تصف كاتبة يونانية، في كتابها الذي أصدرته مؤسسة روتليتش الدولية باللغة الانجليزية، علاقات الكرد والولايات المتحدة الاميركية بالمهمة والمؤثرة على سياسات الشرق الاوسط، وتشير الى تأثير الكرد على السياسة الخارجية الأميركية.
ويُعتبر كتاب "الكرد والسياسة الخارجية الاميركية"، للكاتبة ماريانا هارونتاكي، أول كتاب يستعرض بشكل مفصل علاقات الكرد في أجزاء كردستان الاربعة بشكل عام وكرد العراق بشكل خاص مع الولايات المتحدة الأميركية ويستنتج منها انه كان للكرد تأثير على السياسات الخارجية لأميركا.
الكتاب هو خلاصة رسالة الدكتوراه للكاتبة هارونتاكي، التي حصلت عليها من معهد الدراسات العربية والاسلامية بجامعة ايكستر ببريطانيا في عام 2006، كبحث في مجال العلاقات الدولية بصورة عامة والشرق الاوسط خاصة، وهو كتاب مكون من 320 صفحة، من حجم (A4).
وحول أسباب اختيار الكرد في بحثها، قالت الكاتبة ماريانا هارونتاكي، في مقابلة أجرتها معها وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) "أعتقد ان للقضية الكردية دورا مهماً على السياسات الاقليمية، بل واحيانا دور المبادر والمكون لها، كما ان المسألة الكردية لم تأخذ نصيبها الكافي من الدراسات، خاصة حول مختلف مراحل علاقات الكرد وأميركا".
وأوضحت هارونتاكي ان "معظم الكتابات السابقة (في شأن الكرد)، كانت بحوث سوسيولوجية وانثروبولوجية وليست دراسات سياسية، وبالاخص في مضمار العلاقات الدولية"، مبينة ان "كتابي يستعرض علاقات الكرد وأميركا، منذ الحرب العالمية الثانية ولغاية حرب الخليج الثالث في عام 2003، كبحث سياسي مقارن".
وأشارت هارونتاكي في كتابها الى "دور المسألة الكردية كصلة وصل بين الكرد والسياسة الاقليمية والدولية، بالاستناد الى تطورات السنين الأخيرة في كردستان العراق وقضية الـ(PKK) وعودة ظهور القضية الكردية في سوريا"، واستذكرت العالم بأهمية الكرد في الشرق الأوسط.
وحاولت الإجابة، في كتابها، على سؤالين رئيسيين ذي وجهين، هما: هل كان للكرد تأثير على السياسة الخارجية الاميركية أم لا؟ هل يمكن تسمية علاقة الكرد والسياسة الخارجية الاميركية، بالتأثير المتبادل بين دولة وطرف غير دولة؟. وتتوصل في بحثها الى نتيجة مفادها، ان الكرد هم أول طرف بدون دولة ، له تأثير على السياسة الخارجية لدولة كأميركا.
ويستخلص الكتاب الى ان "هناك علاقة أميركية مؤثرة ومؤسساتية واضحة مع الكرد في العراق، وهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها طرفا لا دولة له، ككرد العراق، فهو الطرف الذي يتمكن من أداء دور مهم كهذا، في السياسة الخارجية الأميركية".
وأضافت هارونتاكي ان "المتعارف عليه هو ان الدول هي التي تؤثر على الدول الأخرى، ولكن في حالة الكرد وأميركا، فانك ترى ان الكرد ليسوا أصحاب دولة، ولكنهم يؤثرون ويتفاعلون مع سلطات دولة كأميركا".
وتعتقد الكاتبة، ان الكرد في العراق يحافظون على توازن القوى في السياسة العراقية وبامكانهم نقل تجربة اقليم كردستان في بسط الأمن والاستقرار، الى المناطق الأخرى من العراق".
ومن المقرر ترجمة كتاب (الكرد والسياسة الخارجية الأميركية) الى اللغة الكردية، من قبل مؤسسة آراس للطباعة والنشر في مدينة أربيل، ليعرض الكتاب على القُراء في شهر آب/أغسطس المقبل، بمراسيم خاصة تحضرها الكاتبة ماريانا هارونتاكي.
من: رابر يونس عزيز، تر: احسان ايرواني
No comments:
Post a Comment
Comments will be automatically published without any moderation.